سورة يونس - تفسير تفسير ابن الجوزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (يونس)


        


قوله تعالى: {ويوم نحشرهم جميعاً} قال ابن عباس: يُجمع الكفار وآلهتهم. {ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم} أي: آلهتكم. قال الزجاج: {مكانكم} منصوب على الأمر، كأنهم قيل لهم: انتظروا مكانكم حتى نفصل بينكم، والعرب تتوعَّد فتقول: مكانك، أي: انتظر مكانك، فهي كلمة جرت على الوعيد.
قوله تعالى: {فزيَّلنا بينهم} وقرأ ابن أبي عبلة: {فزايلنا} بألف، قال ابن عباس: فرَّقنا بينهم وبين آلهتهم. وقال ابن قتيبة: هو من زال يزول وأزلته. وقال ابن جرير: إِنما قال {فزيلنا} ولم يقل: فزلنا لإرادة تكرير الفعل وتكثيره.
فإن قيل: كيف تقع الفرقة بينهم وهم معهم في النار، لقوله: {إِنكم وما تعبدون من دون الله حَصَب جهنم} [الأنبياء: 98]؟
فالجواب: أن الفرقة وقعت بتبّري كل معبود ممن عبده، وهو قوله: {وقال شركاؤهم}، قال ابن عباس: آلهتهم، يُنْطِق الله الأوثان، فتقول: {ماكنتم إِيانا تعبدون} أي: لا نعلم بعبادتكم لنا، لأنه ما كان فينا روح، فيقول العابدون: بلى قد عبدناكم، فتقول الآلهة: {فكفى بالله شهيداً بيننا وبينكم إِن كنا عن عبادتكم لغافلين} لا نعلم بها. قال الزجاج: {إِن كنا} معناه: ما كنا إِلا غافلين.
فإن قيل: ما وجه دخول الباء في قوله: {فكفى بالله شهيداً}؟
فعنه جوابان.
أحدهما: أنها دخلت للمبالغة في المدح كما قالوا: أَظْرِفْ بعبد الله، وأنبل بعبد الرحمن، وناهيك بأخينا، وحسبك بصديقنا، هذا قول الفراء وأصحابه.
والثاني: أنها دخلت توكيداً للكلام، إِذ سقوطها ممكن، كما يقال: خذ بالخطام، وخذ الخطام، قاله ابن الأنباري.


قوله تعالى: {هنالك تبلو} قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وعاصم، وابن عامر: {تبلو} بالباء. وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وزيد عن يعقوب: {تتلو} بالتاء. قال الزجاج: {هنالك} ظرف، والمعنى: في ذلك الوقت تبلو، وهو منصوب بتبلو، إِلا أنه غير متمكِّن، واللام زائدة، والأصل: هناك، وكسرت اللام لسكونها وسكون الألف، والكاف للمخاطبة. و{تبلو} تختبر، أي: تعلم. ومن قرأ {تتلو} بتاءين، فقد فسرها الأخفش وغيره: تتلو من التلاوة، أي: تقرأ. وفسروه أيضاً: تتبع كل نفس ما أسلفت. ومثله قول الشاعر:
قد جعلتْ دلويَ تَسْتَتْلِيني *** ولا أُريدُ تَبَعَ القريْنِ
أي: تستتبعني، أي: من ثقلها تستدعي اتباعي إِياها.
قوله تعالى: {ورُدّوا} أي: في الآخرة {إلى الله مولاهم الحق} الذي يملك أمرهم حقاً، لا مَن جعلوا معه من الشركاء. {وضل عنهم} أي: زال وبطل {ما كانوا يفترون} من الآلهة.


قوله تعالى: {قل مَنْ يرزقكم من السماء} المطر، ومن الأرض النبات، {أم من يملك السمع} أي: خَلْق السمع والأبصار. وقد سبق معنى إِخراج الحي من الميت، والميت من الحي [آل عمران: 27].
قوله تعالى: {ومن يدبِّر الأمرَ} أي: أمر الدنيا والآخرة {فسيقولون الله} لأنهم خوطبوا بما لا يقدر عليه إِلا الله، فكان في ذلك دليل توحيده.
وفي قوله: {أفلا تتقون} قولان:
أحدهما: أفلا تتَّعظون، قاله ابن عباس.
والثاني: تتقون الشرك، قاله مقاتل.

3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10